في وأواسط النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كانت قصص المغامرات التي تقع أحداثها في بلاد غريبة محبوبة شعبياً بين القراء البريطانيين. كان أنتوني هوب واحداً من مجموعة كتاب تتضمن أيضاً روبرت لويس ستيفنسون، آرثر كونان دويل ورديارد كييلنج، الذي أصبح مشهوراً بسبب قصص من هذا النوع. إن رواية سجين زندا واحدة من كتب المغامرات الأفضل جداً من تلك الفترة وقد ظهرت أول مرة في 1894ØŒ وبقيت محبوبة شعبياً منذ ذلك الوقت فصاعداً. إن موقع أحداث سجين زندا هو روريتانيا، وهي بلاد في مكان ما في أواسط أوروبا اخترعها هوب. إن روريتانيا هوب بلاد قلاع، وبلدات صغيرة، وغابات وجبال؛ أرض لوردات وخدم، حيث الشرف والولاء مهمان فوق كل شيء آخر. قدّم الكتاب صورة رومانسية عن أوروبا الوسطى بالنسبة للقراء البريطانيين والأمريكيين في ذلك الوقت، وسرعان ما دخلت كلمة روريتانيا اللغة الإنكليزية لتعني أي بلاد غامضة رومانسية حيث يمكن أن تحدث فيها مغامرات. كتب الكتاب في أربعة أسابيع خلال 1893 وظهر في 1894. كان نجاحاً فورياً، وحاز على مديح عال من كتاب آخرين. وقد تحول إلى مسرحية وكان شعبياً شعبية تكافىء شعبيته على خشبة المسرح. كانت القصة مناسبة تماماً لصناعة الأفلام، وقد حوّلت إلى فيلم أربع مرات على الأقل، مصوّرة نجوم شاشة عظاماً. وكان سبب واحد لشعبية الكتابين عن روريتانيا لأنهما أقصر وأكثر إثارة من أعمال قصصية كثيرة في ذلك الوقت. تحتوي القصة على كل ملامح مغامرة جيدة: صدفة، مفاجأة، خطر، مهارة وحب. إن الشخصية الرئيسة، رودلف راسينديل، رجل شجاع ورجل عمل يقص على القارىء مباشرة مغامراته بمرح جذاب. وأكثر الشخوص الأخرى إثارة للإهتمام هو روبيرت هينتزاو، الذي يكسب إحترام رودلف بأعصابه الباردة، حتى مع أن عقله وأفعاله شريرة. يفتتح الكتاب بشاب محب للمغامرات هو رودلف راسينديل في بيته في إنجلترا، يبحث عن الإثارة. كان يتمتع بقليل جداً من المسؤوليات والوقت في العالم ليملأهما. كان قد سافر كثيراً ويتكلم عدداً من اللغات الأوروبية على نحو مفرط الجودة. إنه يقرأ في الجريدة أن ملكاً جديداً، رودلف الخامس، سيتوج في روريتانيا. ستكون مناسبة عظيمة لإحتفال عظيم، ويقرر أن يسافر إلى هناك. حين يصل هو إلى البلاد، يذهب ليقيم في بلدة زندا. فيما هو يمشي في الغابة، يقابل الملك الجديد ويكتشف أنه يبدو مثله تماماً، إن ملمحيهما غير العاديين المشتركين هما شعرهما الأحمر. يجد الملك التشابه بينهما مثيراً للتسلية في البداية، لكنه يصبح مهماً حين يتورط رودلف في مشاكل الملك. فيجد نفسه عدواً للدوق الشرير، مايكيل الأسود، ورجال مايكيل الأوفياء إنما القساة، الستة المشهورين. كان على رودلف أيضاً أن يقرر كيف سيكون سلوكه مع الأميرة الجميلة فلافيا، التي تعتقد أنه الملك، حين يجد - رغماً عنه – أنه يقع في حبها.يحتاج رودلف إلى كل التفكير السريع والشجاعة التي ولد بهما ليهرب من اللعبة الخطيرة التي يجد نفسه يلعبها في هذه البلاد البعيدة.